الصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

🇦🇪🇸🇩وطن للتفاوض!!🇸🇩🇦🇪 … بقلم اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

🇺🇸 في ١٣ يناير ٢٠٢٣م خاطبت وزارة الخزانة الأمريكية جانيت يلين الكونغريس محذررةً من تجاوز الدين الأمريكي سقف الديون والذي كان ٣١ تريليون دولار ، وطالبت الوزيرة برفع سقف الدين ، وقد فشل الكونغريس حتى اليوم في تحديد سقفٍ جديدٍ للدين الذي ارتفع بنسبة ٤٠٠% خلال العشرين سنة الماضية ، واكتفى الكونغربس بتعليق سقف الدين لمدة عامين!! ، وتجاوز الدين الأمريكي اليوم ٣٥ تريليون دولار ، وأصبح يزيد بمعدل مليون دولار كل ٣٠ ثانية.

🇺🇸 أوضحت الوزيرة في خطابها أن عجز الحكومة عن الوفاء بديونها سيتسبب في الآتي:-
١. سيلحق أذى لا يمكن إصلاحه بالاقتصاد الاميركي.
٢. فقدان الثقة بالدولار.
٣. فقدان ثقة المستثمرين والأسواق العالمية.
٤. إضعاف الاقتصاد الأمريكي.
٥. فقدان سريع للوظائف.
٦. تخلف الحكومة عن تقديم بعض خدماتها.
٧. سيتأثر مستوى معيشة الأميركيين.
٨. تأثر الاستقرار الأمريكي والعالمي.
٩. انخفاض التصنيف الائتماني لدرجة الركود والجمود.
١٠. ارتفاع أسعار الفائدة للقروض.
١١. فقدان الشركات الأمريكية القدرة على العمل.
١٢. توقف الحكومة عن تقديم المساعدات لملايين المواطنين ، وبالتالي ملايين الأمريكان لن يجدوا قيمة الطعام او السكن.

🇺🇸 دول العالم بدأت تخفف من اعتمادها على الدولار الذي تطبعه أمريكا دون أي سندٍ حقيقي له بعد صدمة نيكسون وانهيار البترودولار ، والبنوك المركزية حول العالم بدأت تكنز الذهب كبديل عن الدولار ، واستعداداً لأي مفاجأة من انهيار الدولار ، ومن المتوقع أن تكون الولايات المتحدة مُرغمة على إجراءاتٍ خلال هذا العام او الذي يليه بتقليص قيمة الدولار إلى الثلث أو ربما النصف ، وهجمة البنوك المركزية على الذهب لها أثر واضح في ارتفاع أسعاره في الأسواق ، واستعار الصراع على مواقع انتاجه حول العالم.

🇺🇸 في مارس ٢٠٢٣م وقعت أزمة مصرفية في الولايات المتحدة انهارت فيها ثلاث بنوك أمريكية كبيرة (بنك Silvergate ، بنك Silicon Valley ، بنك Signature) ، وتوالت المصاعب المالية داخل أمريكا وكان آخرها في ٧ أغسطس الجاري إذ خسرت بورصة Wall Street مبلغ ٨٧٠ مليار دولار في يومٍ واحد ، مما جعل الأسواق العالمية تراهن على دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة الركود.

🇺🇸 أمريكا بها مئات المليشيات المسلحة بحسب موقع SPLC الأمريكي ، وتنقسم إلى مليشيات اجرامية وعنصرية وطبقية وطائفية وغيرها ، وسكان امريكا البالغ عددهم حوالي ٦٠٠ مليون نسمة يحملون في أيديهم ٤٠٠ مليون قطعة سلاح ناري ، وباستبعاد الأطفال والعجزة والمرضى والمساجين وغيرهم فإن المحصلة حوالي قطعتي سلاح لكل مواطن ، وذلك في وقتٍ تعاني فيه البلاد من انقسامٍ حاد ، واستطلاعات رأي توضح أن نسبةً لا تقل عن ٤٠% يرون أن الحرب الأهلية ضرورية للإصلاح ، وأصبح رؤساء البلاد يهددون بها علناً.

🇺🇸 أمريكا دولةٌ انهارت فيها منظومة القيم والأخلاق ، وتلوثت سمعتها العالمية بعد أن انفضح نفاقها كما لم يحدث من قبل ، وسقطت حتى في نظر مواطنيها ناهيك عن بقية شعوب العالم ، وهي تعاني علاوةً على ما ذكرناه من أزماتٍ ديمغرافية وطبقية وعنصرية ، وعن أزماتها الخارجية فلا تسل ، ومطلع العام الجاري تفجرت فيها أزمة ولاية تكساس التي لاتزال تتصاعد المطالب بضرورة انفصالها ، والذي إن وقع فسيتلوه حتماً انفصال ولاية كاليفورنيا ، ويكفي أن نُذكِّر بأن هاتين الولايتين يمثلان أكثر من ٦٠% من الاقتصاد الأمريكي ليعلم الناس أن انفصال هاتين الولايتين إن وقع .. فسيعني حرفياً انهيار النظام الاتحادي الأمريكي برمته.

🇺🇸 يجمع المراقبون على أن أمريكا تمُر بأحرج وقتٍ منذ تأسيسها ، وهي اليوم تعاني فراغاً لافتاً في كابينة قيادتها ، ومن الراجح أن انتخاباتها القادمة في نوفمبر قد تفتح صندق باندورا الذي سيطلق الشرور التي طالما كنزتها أمريكا ، وفي غمرة كل أزماتها الداخلية ، وتخلخل تحالفاتها الخارجية ، وتورطها بين حربين في أوربا والشرق الأوسط ، تصعقها كل يومٍ استقراءات العلماء في أمريكا وأوربا بحتمية سقوطها الوشيك ، بدءاً من عالم الرياضيات محمد أفغان ، ومروراً بعالمي الاجتماع يوهان جالتونج وفرانسيس فوكاياما ، وعدد من رجال الدين من اليهود والنصارى استناداً على تأويلات العهدين القديم والجديد ، وليس انتهاءاً بالأثرياء أمثال إيلون ماسك ، وجمهرةٌ من المحللين والباحثين.

🇺🇸 أمريكا هي أفضل من يعلم عن أزماتها الراهنة ، ولقد هان أمرها حتى على بعض حلفائها الذين بدؤوا يبحثون عن مواطئ قدم في مجموعة البريكس التي انضمت لها الإمارات والسعودية ومصر ، ومهما يكن من أمر ، فإن إدارة بايدن والديمقراطيون عموماً أصبحوا من الماضي الذي عفى عليه الزمن ، وغالب الاستقراءات المتفائلة (المتشائمون يرون الحرب الأهلية ومنهم الرئيس بايدن وترمب) ترى فوز الجمهوريين بالرئاسة ومجلسي النواب والشيوخ ، والسادة بلينكن و بريللو اللذان يتلاعبان بقرارنا الوطني لأجيالٍ قادمة .. هما اليوم حرفياً يبحثان لأنفسهما عن عمل يكسبان منه عيشهما بعد يناير القادم ، وما نذكره من معلومات هنا هو بعض ما تفيض به الوكالات والمراكز والمؤسسات الأمريكية نفسها ، ولايزال البعض عندنا يراهنون على ضرورة استرضاء موظفي إدارةٍٍ منصرفةٍ مهما كان الثمن ، وغاية ما يرجوه هؤلاء الموظفون هو إحراز نقطةٍ إضافية في سِجلّ خدمتهم ولعلها تفيدهم في الانتخابات.

🟣 في ١٧٩٢ كان لويس انطوان سانت جوست عضواً في المؤتمر الوطني لباريس أثناء احتدام الثورة الفرنسية ، وكان من أبرز المُحرِّضين على الثورة ، ومن أجرأ المطالبين بمحاكمة الملك ، وعند اقتراح أحد الأعضاء تشكيل وفدٍ للذهاب والتفاوض مع الملك لاسترداد حقوق الشعب .. رفض لويس الفكرة قائلاً: بأن الملك هو الذي يجب عليه أن يمثل أمامنا ليعطينا حقوقنا ، فسأله أحد الأعضاء متهكماً: تتحدث وكأنك قد عقدت معاهدةً مع النصر!! ، فأجابه لويس انطوان قائلاً: ` *كلا ، ولكنا عقدنا معاهدة مع الموت* ` .. فالحقوق المسلوبة تُنتَزع ولا تُمنح ، وهكذا كان لويس أنطوان ورفيقه ماكسيمليان روبيسبير هما من أعدما الملك وزوجته في ١٧٩٤ .. والواقع أن الشرف والعزة والكرامة والسيادة حقوق مطلقةٌ لا يمكن تبعيضها ولا يجوز التفاوض حولها ، وقد لا تَسلم هذه القيم والحقوق من الأذى حتى يراق على جوانبها الدم ، ونعجب مما يمكن للسودان التفاوض حوله مع موظفي بريللو الذين أرسلهم ، ويزداد عجبنا من مبدأ التفاوض نفسه مع المرتزقة منتهكي الأعراض ، ونعلم يقيناً بأن غالبية هذا الشعب قد عقد معاهدةً مع الموت حتى استرداد شرف هذه البلاد وكرامتها وحقوق أهلها بمحاكمة كل مجرم ، وصدق أنيس منصور حين قال: *من عاش بلا مبدأ .. مات بلا شرف.*

١٠ أغسطس ٢٠٢٤م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى